بقلم خوزيه كلارك بينما كنت أندفع مسرعاً في شوارع موريليا، المكسيك، كانت إشارات المرور تغص بالمتسولين. كان ذلك عشية عيد الميلاد، وقد خرجت مع ابنتي ذات السنوات العشر لكي نتسوق في اللحظة الأخيرة.ا "انظري اليها!" قالت كاتي وهي تلفت انتباهي الى امرأةٍ عجوز والتي كانت قد توقفت عن التسول لحظة وراحت تفرك قدميها الباردتين العاريتين.ا "لا بدّ وانها جدةُ شخصٍ ما" فكرتُ بصوتٍ عالٍ، "ولكن بدلاً من أن تكون في البيت مع أُسرتها، فإنها في الخارج بقدميها العاريتين، تحاول أن تجمع قليلاً من المالِ من أجل عشاء عيدِ الميلاد". ثم خطرت في بالي فكرة. وقلت: "كاتي، هيّا نذهب الى البيت ونأتي لها ببعض الطعام"؟ا كان الظلام على وشك الهبوط، وبالتالي فهي على الأرجح لن تواصل العمل عند اشارة المرور تلك لوقتٍ أطول. وأسرعنا نحو البيت، ووجدنا زوجاً من الأكياس المتينة، وبدأنا نبحث في غرفةِ المؤونة والثلاجة المكدستين بالمواد الغذائية. ارز، فاصولياء، الفلفل المجفف، مرطبان صلصة، كعك تورتيلا المصنوع من دقيق الذرة، دجاج مطبوخ. كان من السهل ان نملأ الحقيبتين من المخزون الوافر لدينا. رغيف من الخبز، مربى، جبنة. وربطت الحقيبتين بشريطتين كبيرتين، ثم انطلقنا لنجد المرأة العجوز.ا في البداية ظننا أننا استغرقنا وقتاً طويلاً وأنها ضاعت منا. ثم رأيناها تسير متثاقلة نزولاً مع الشارع، والشال ملفوف حولها بإحكام وكانت على الأرجح في طريقها الى البيت. حيّتها كاتي بكلمة مرحبا ثم استطردت قائلة بالإسبانية: "رأيناك عند اشارة المرور وأحضرنا لك بعض الطعام من اجل عشاء عيد الميلاد".ا نظرت الينا المرأة العجوز بتعجب، واغرورقت عيناها بالدموع. ثم اخذت يديّ كاتي في يديها وقبلتهما ؟ "شكراً لكِ. شكراً لكِ. بارك الله فيك. أنت جميلة. أنت ملاك عيد الميلاد". أخذت الأكياس ثم واصلت سيرها في الشارع.ا كانت عشية عيد الميلاد لدينا مناسبة بهيجة، كالعادة، وفي صباح اليوم التالي فتحت كاتي هداياها. وعندما سألتها عما إذا كانت تشعر بالسعادة في عيد الميلاد، أجابت: "كما تعلمين، يا أُمي، فإن رؤيتي لتلك المرأة بكل هذه السعادة الليلة الماضية، وقيامها بتقبيل يديّ، كان ذلك أجمل هدية عيد ميلاد حصلت عليها. أعتقد أن العطاء هو الجزء الأفضل من عيد الميلاد!"ا
0 Comments
Leave a Reply. |
Categories
All
Archives
April 2023
|