كيف نعلّم أطفالنا العطاء بقلم: إلين جاست راڤي شاه مهووس بالديناصورات. ويعرِف عنها أكثر من أي شخص بالغ أعرفه (ربما باستثناء أمه)، ويمكن أن يسرد لك عدداً مذهلاً من الحقائق عنها أسرع من تلفظك بكلمة "تيرانوسورس". عندما قابلت هذا الطفل النشيط ذي السبعة أعوام قادني إلى مطبخ المنزل حيث كان قد رتّب عرضاً لديناصوراته التي صنعها من الصلصال. وبجانب كل كتلة من الصلصال البرتقالية والزرقاء؛ ألصق بطاقة تبين ثمنها – 50 سنت، 75 سنت، دولار واحد. وقال لي بكل صدق، "أنا أبيعها من أجل المؤسسات الخيرية؛ هل ترغبين في شراء واحدة؟"اً إن شغف راڤي بالديناصورات قد لا يبدو عكس أقرانه من الأولاد, لكنه يختلف عنهم في سعيه الدؤوب للعطاء. وهو ما زال يقوم بهذا العمل منذ كان في الثانية من عمره.اً بينما كان راڤي يكبر ويتقدم في السن واصل أهلهُ تعليمه على العطاء ومساعدة الآخرين. "لدينا في المنزل قانون "اللعبة الجديدة"، " قال لي شاه. "في كل مرة يحصل على لعبة جديدة، يجب أن يتبرع بواحدة من التي لم يعد يلعب بها. ونحن نتيح له أن يقرر أية واحدة يريد أن يمنحها للآخرين ونحن معاً نأخذها إلى الجمعية الخيرية."اً إن عطاء راڤي لا يتوقف عند هذا الحد. فهو يفكر ويبتكر طرقاً جديدة لجمع الأموال من أجل المنظمات الخيرية – من أكشاك الليمونادة إلى الحفلات الموسيقية إلى بيع مزيد من الحيوانات المصنوعة من الصلصال عن طريق الإنترنت (حتى وهو في الصف الأول، كان له موقعه الخاص على الإنترنت). "نحن نقدم له أفكاراً عن المنظمات الخيرية المختلفة التي يستطيع أن يتبرع لها، ولكن ندعه يقرر إلى أين تذهب الأموال." قال شاه.اً كثير من العائلات تهتم بتعليم أطفالها قيمة البذل والعطاء، ولكنهم لا يعرفون دائماً أفضل الوسائل للقيام بذلك.اً طبقاً لما تقوله سوزان كرايتس پرايس ، مؤلفة كتاب "الأسرة المانحة: تربية أطفالنا على مساعدة الآخرين"(مجلس المؤسسات، 2001 ). من المهم أن يبدأوا بذلك صغاراً. "إن العادة يمكن أن تُغرس في سن مبكرة، والأطفال الصغار يمكن أن يفعلوا الكثير،" قالت پرايس. فأطفال ما قبل سن المدرسة، مثلاً، يمكن أن يذهبوا مع أسرهم للتبرع في طبق الخير أو أن يساعدوا في التقاط القمامة في أنحاء الحي. "لا يعني هذا أن الوقت متأخر جداً بالنسبة لمن هم في سن المراهقة، ولكن كلما بدأوا العطاء في سن أبكر، كلما زادت فرص تأصيل ذلك كعادة لديهم."اً في مقابلاتها مع الآباء والأمهات والخبراء في طول البلاد وعرضها، وجدت برايس أن هناك مفاتيح عدة لتنشئة أطفال مانحين. إليكم ما توصي به:اً اجعل المنح والعطاء هو القاعدة، بدلاً من أن يكون الاستثناء. "نحن نعلم الأطفال أن ينظفوا أسنانهم بالفرشاة لأن ذلك مفيد لهم. وعلينا كذلك أن نعلمهم أن يمنحوا ويخدموا- لأن ذلك خير لهم أيضاً." وتضيف برايس قائلة، "إذا وجدت المشاريع الصحيحة المناسبة، فإنهم لن يشتكوا أبداً."اً بيّن لهم عملياً وأخبرهم: "أثناء مشاهدة الأطفال لنا نتطوع ونكتب الشيكات، علينا أيضاً أن نخبرهم لماذا نقوم بذلك." هذا سوف يساعدهم على اتخاذ تلك القرارات بأنفسهم عندما يكبرون.اً دع القيادة لهم: "إذا سمحنا للأطفال أن يقرروا بأنفسهم كيف يمنحون وقتهم أو نقودهم، سيستمتعون بالعطاء أكثر. "من الجميل أن نقدم لهم أفكاراً، بالطبع، ولكن الأفضل أن نسمح لهم بحرية الإختيار."اً أوجد مشاريع تطوعية: هناك أماكن كثيرة يمكن التطوع فيها- المدارس، ومجموعات المجتمع المدني، والمنظمات الإيمانية، والنوادي وغيرها الكثير. ولكن لا حاجة بك أن تعتمد على الجماعات الخارجية من أجل الحصول على فرص التطوع. "فالأطفال يمكن أن يُوّجِدوا تجربتهم الذاتية في التطوع- عمل البسكويت لجار أو جارة من العجائز وكبار السن أو قضاء وقت معين مع طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، مثلاً." تقول برايس: "ابحث في المجتمع الذي تعيش فيه أولاً".اً اربط المنح والتطوع في شيء يمكنهم مشاهدته عندما تسمح للأطفال بأن يشاهدوا من تمنح ولماذا؛ يترك ذلك لديهم انطباعاً أفضل. حسب ما يقوله شاه، "من الصعب على الأطفال أن يتخيلوا أن هناك أناساً ليسوا أغنياء أو محظوظين مثلهم." ولذلك فإن مرافقتهم إلى دار ايتام (أو إلى مكان آخر يمكن أن يشاهدوا فيه أناساً محتاجين) يتيح لهم فهم أهمية المساعدة".اً فكر في طرق لمنح المزيد بينما لا يعتبر أي تبرع ضئيلاً مهما كانت ضآلته، إلا أن بعض الآباء والأمهات يزيدون على ما يريد طفلهم أن يمنح، ويقدمون للمؤسسة الخيرية مبلغاً أكبر. بحسب ما تقوله برايس، إحدى الأمهات كانت تدفع لطفلها أجرة تَطَوعِه؛ وتعطيه الفرصة كذلك ليتبرع بالنقود لنفس المؤسسة الخيرية.اً خذ وقتك الكافي للقيام بذلك. الأطفال وآباؤهم أناس مشغولون. هناك تمرين كرة القدم، ودروس الموسيقى، والمدرسة والعمل- و بالطبع، تجهيز العشاء على المائدة. وتوصي برايس قائلة: "لتكن عندك النية الصادقة إزاء عطاء الأسرة". وجد لذلك الوقت اللازم واجعلها أولوية."اً إذا أردت لفكرة العطاء والمنح أن تنغرس في أطفالك، لا تجد الوقت للقيام بذلك فحسب- ولكن أفعل ذلك كثيراً وكثيراً جداً. فالكل يعلم أن البذل والعطاء هو أكثر من حدثٍ واحد؛ يحدث مرة واحدة وانتهى. "إنه أمرٌ يجب أن يكون جزءاً منتظماً في حياتك،" قال شاه، وأضاف، "إذا رأوك تفعل ذلك وسمعوك تتحدث عنه كثيراً، سوف تتولد لديهم الرغبة في القيام به أيضاً."اً Text courtesy of Motivated magazine. Photo by David Katarina via Flickr.
0 Comments
Leave a Reply. |
Categories
All
Archives
April 2023
|