كانت الضوضاء كافية لجعل السيد بونافنتور يأسف لإقامة هذه الحفلة، واعتقد أن الهنود المتوحشين قد بُعِثوا من جديد
الأطفال كانوا هنوداً حقاً- أعضاءٌ في قبيلة باباجو (توهو نو اودهام) وكانوا فرحين بشكلٍ كبير. فهذه أول حفلةِ عيد الميلاد تُقام لهم في محمية المدرسة جنوب توكسون بولاية أريزونا “حفلة؟” ابتسم لنفسه. “إنها أشبه بانتفاضة”. الأطفال جاؤوا من أسر فقيرة تعمل في المزارع التي لا تنتج ما يكفي لشراء الطعام والملابس. “دع الأطفال يمرحون”، قال لنفسه، مطبقاً قبضته للسيطرة على نفاذ صبره
لعب الأطفال، و ربح الفائزون الجوائز، ولكنه عَلِمَ أن لويس بابلو، كان يحاول انتزاع الجوائز من الفتيات اللاتي فزن بها. ومراراً وتكراراً أُجبِرَ لويس على إعادة قلم أو وشاح أو كتاب لصاحبه
أ"لويس" قال بحزم : "لماذا لا تحسن التصرف؟"أ أ“أريد أن أفوز بشئ ما”أ أ“إذن فز بشئ ما، لا تسرقه”أ ولكن لا حظّ للصبي على الإطلاق. فقد كان يخسر مهما كانت اللعبة. راقبه السيد بونافنتور بحزن. “إنه من العار لهذه الهزائم أن تدفع لويس لتصرف بعنف”. كان في حيرة وغضب في نهاية الحفلة، شكل الأطفال خطاً وقُدِّم لكلٍ منهم كيساً من الحلوى- الهدية الوحيدة التي يمكن لمدرستهم الحصول عليها بكميات كبيرة. عندما جاء دور لويس، سأل:أ أ“هل لي بثلاثة أكياس؟”أ أ“لا يمكنك ذلك” قال بشدة: “كيسٌ لكل واحد”.أ أ“لكنني أعني أكياس فارغة”.أ أ“أوه! حسناً، لما لا.” أُعطي لويس ثلاثة أكياس فارغة وغادرالصبي في وقت لاحق.أ
القى السيد بونافنتور نظرة من النافذة مكتبه، ورأى لويس جالساً على دَرَج المدرسة، كانت الأكياس الثلاثة بجانب لويس مفتوحة وبعناية وبحسبة دقيقة كان يوزع الحلوى الخاصة به على تلك الأكياس، عندئذ تذكر السيد بونافنتور ان لدى لويس أخوين وأخت في المنزل، وجميعهم صغار جداً ولا يمكنهم حضور حفلة عيد الميلاد، هذا هو سبب تصرفاته إذن
ذهب إلى غرفة الحفلة وأفرغ ما تبقى من الحلوى في كيس كبير، كان ينوي إعطاء الحلوى للمعلمين، لكنه كان يعلم أنهم لن يعترضوا على ما سيفعل خرج وقدّم الكيس إلى لويس “هذه جائزتك” قال ا “جائزة؟” سأل لويس مندهشاً: “لماذا؟”ا ا“كنت أراقب الجميع خلال الحفلة لمعرفة أي واحد منكم كانت لديه روح عيد الميلاد الحقيقية”، قال: “أنت فزت”.ا
Adapted from My Wonder Studio.
قراءة أو تنزيل الكتاب أو الكتاب الاليكتروني
رغم المرح والضحك، إلا أن الطفل فرانك ويلسن ابن الثلاث عشرة سنة لم يكن سعيدًا. صحيح أنه قد حصل على كل الهدايا التي أرادها. وأنه استمتع بتجمع الأقارب التقليدي ليلة عيد الميلاد – وهذه السنة في منزل العمة سوزان – وذلك من أجل تبادل الهدايا والتمنيات الطيبة
لكن فرانك لم يكن سعيداً لأن هذا أول عيد ميلاد له بدون أخيه، ستيف، الذي قتل خلال هذه السنة بسبب سائق متهور. وقد افتقد فرانك أخاه كثيرًا وافتقد الصحبة المقرّبة التي كانت بينهما ودع فرانك أقاربه وبيّن لوالديه أنه سوف يغادر مبكرًا قليلاً لرؤية صديق؛ ومن هناك يمكنه أن يمشي إلى البيت. وحيث أن الطقس كان بارداً فقد ارتدى فرانك معطفه الجديد ذي النقشات المربعة. وكان هذا المعطف هديته المفضلة. وقد وضع الهدايا الأخرى في زلاجته الجديدة بعدها توجه فرانك إلى الخارج، آم أن يجد قائد دوريته في كتيبة الكشافة. كان فرانك يشعر أنه دائمًا يفهمه. ورغم أن قائد دوريته كان غنيًّا بحكمته، إلا أنه كان يعيش في القطاع من البلدة حيث يقطن معظم الفقراء، وكان يقوم بأعمال متفرّقة لإعالة عائلته. خُيّب أمل فرانك، حيث إن صديقه لم يكن في المنزل وبينما كان فرانك سائرًا نحو الشارع قاصدًا بيته، انتبه إلى لمحات من الشجر والزخارف في كثير من البيوت الصغيرة. ثم، من خلال نافذة في الواجهة، لاحظ غرفة بالية فيها جوارب مترهّلة معلقة فوق مستوقد فارغ. وكان هناك امرأة جالسة قربهم تبكي وقد ذكرته الجوارب بالطريقة التي كان دائمًا هو وأخوه يعلقان بها جواربهما جنبًا إلى جنب. وفي نهار اليوم التالي، يكونان قد أُغدقا بالهدايا. فكرة مفاجأة طرأت على ذهن فرانك- إنه لم يقم ب“ دوره الجيد” في هذا اليوم. قبل أن يمر هذا الدافع، طرق فرانك باب المرأة . “ نعم ؟” جاء صوت المرأة مستفسرًا ا"أتسمحين لي بالدخول؟"ا ا"أهلا وسهلاً" قالت المرأة، برؤيتها زلاجته تملؤها الهدايا، افترضت انه يجمع الهدايا، "لكنني لا أملك طعامًا أو هدايا لك. أنا لا أملك شيئًا لأطفالي."ا ا"أنا لست هنا لذلك،" أجاب فرانك. "أرجوك اختاري أي شيء تحبّينه لأطفالك من هذه المزلجة."ا ا"لماذا، باركك الله!" أجابت المرأة المشدوهة بامتنان اختارت بعض الحلوى، ولعبة، و لعبة الطائرة، ولعبة الأحجية. عندما أخذت مصباح الكشاف الجديد، كاد فرانك أن يصرخ. أخيرًا، امتلأت الجوارب ا"ألن تخبرني ما اسمك؟" سألت، بينما كان فرانك يهم بالرّحيل ا"فقط ناديني بكشّاف عيد الميلاد،" أجاب الزيارة تركت الولد متأثرًا، مع خفقان غير متوقع من الفرح في قلب لقد فهم أن مأساته ليست المأساة الوحيدة في العالم. وقبل أن يترك المساكن الشعبية كان قد أعطى ما تبقى من هداياه. لقد أعطى المعطف المربع النقش إلى ولد يرتجف من البرد ولكنه عاد إلى البيت مجهدًا شاعرًا بالبرد وغير مرتاح. فكر فرانك أنه بعد أن اعطى كل هداياه فليس لديه تفسير معقول لهذا التصرف يقدمه لوالديه. تسائل كيف يمكنه أن يجعلهم يتفهموا موقفه سأله والده عندما دخل البيت: " أين هداياك يا بني ؟"ا ا"لقد تبرعت بها."ا ا"والطائرة التي من عمتك سوزان؟ و معطفك الذي من جدتك؟ و مصباحك؟ لقد اعتقدنا أنك سعيد بهداياك."ا ا"لقد كنت– سعيدًا جدًا،" أجاب الولد متلعثمًا سألته أمه: "لكن يا فرانك كيف يمكنك أن تكون متهورًا هكذا؟ كيف سنفسر هذا الأمر للأقارب الذين أنفقوا الكثير من الوقت وأعطوا لك الكثير من الحب وهم يتسوقون لك ؟"ا أما والده فقد كان حازمًا في موقفه. "هذا هو اختيارك يا فرانك. لن تُمنحَ المزيد من الهدايا."ا لقد رحل أخوه، وخاب ظن عائلته به، فجأة شعر فرانك بأنه وحيد بشكل مخيف. لم يتوقع مكافأة على كرمه لأنه عرف بأن عمل الخير يجب أن يكون دائمًا هو المكافأة. و إلاّ فإن عمله سيفسد. لذا فهو لا يريد استرجاع هداياه. كيفما كان، فقد تسائل في نفسه إن كان سيجرّب الفرح الحقيقي بعد ذلك في حياته. ظن أنّه جرّبه هذه الأمسية، لكنّه كان يتلاشى. فكّر فرانك في أخيه و ظلَ ينشِج حتى نام وفي صباح اليوم التالي نزل عن الدرج ليجد والديه يستمعان إلى موسيقى عيد الميلاد على المذياع ثم تكلم المذيع: "عيد ميلاد سعيد لكم جميعاً! أفضل قصة عيد ميلاد نسمعها من المساكن الشعبية. لقد حصل طفل معاق على مزلجة جديدة هذا الصباح، وهناك طفل آخر حصل على معطف مقلم، و قالت عائلات عدّة أن أطفالهم كانوا سعداء الليلة الماضية بسبب هدايا حصلوا عليها من شاب عرف عن نفسه فقط باسم كشاف عيد الميلاد. لم يتعرف عليه أحد، لكن أطفال المساكن الشعبية يدّعون أن كشاف عيد الميلاد كان ممث شخصيًّا لسانتا كلوز نفسه."ا شعر فرانك بذراعي والده حول كتفيه، ورأى أمه تبتسم من خلال دموعها. "لماذا لم تخبرنا؟ نحن لم نفهم، لقد اعتقدنا أنك فقدت الهدايا أو شيئًا من هذا القبيل. نحن فخورون جدًّا بك يا بني."ا جاءت الترانيم مرة أخرى فوق الهواء وامتلأت الغرفة مرة أخرى بالموسيقى وامتلأ قلب فرانك بالفرح...ا Text courtesy of Motivated magazine. Used by permission. Image in public domain. |
Categories
All
Archives
April 2024
|