عن شارميني، جنوب أفريقيا كوني أما لأول مرة، فلم أكن أعرف ما سأفعله مع إبنتي الصغيرة، أروين، لقضاء اليوم معها. إنها فتاة نبيهة، وكانت نشيطة جدا حتى عندما كانت رضيعة. لقد كنت أحملها خلال اليوم وهي تشاهد ما يدور حولنا ولكن بعد شهرين من هذا الروتين، أضجرني ذلك وأشعرني بقصوري بتربيتي لها.ا فقررت أن أؤمن لها السبل لتكون ناجحة في حياتها. فقرأت بعض الكتب الخاصة بتعليم الصغار من أول يوم من عمرهم حتى الخمس سنوات وهي الفترة التي يسمونها "نافذة الفرص". ولقد أدهشني ما قرأت وكيف يمكن للأمهات والآباء أن ي عُ لَموا أبناءهم أشياء كثيرة، باستعمال وسائل محفزة ومتناغمة مع أعمارهم.ا فبدأت بالبحث عن مواد تعليمية لإبنتي أروين ، مثل البطاقات التعليمية، الكتب، وأي مواد تثقيفية أخرى كنت أصنعها بنفسي. وبدأت مشواري في تعليمها عندما كانت في شهرها الثالث.ا بعدها شعرت بالإحباط والفشل عندما فترت حماستي ولم أكن ألحظ الكثير من التحسن على ابنتي لما كنت قد لقنتها إياه. بدا لي بأنها لم تكن بعد على استعداد للتعلم أو إنها لا زالت صغيرة على تعلم الكلمات والأرقام وغيرها من الأشياء التي كنت أعلمها إياها. ولكنني استمريت بمشواري بالرغم من التحديات، حتى بدأت ألحظ التحسن بعد بضعة اشهر وكيف كانت تستجيب لما علمتها إياه ورددته لها المرة تلو المرة.ا وذات يوم بعد أن كنت قد علمتها على البطاقات التعليمية من دون فائدة تلحظ وتمنيت في قرارة نفسي أن تنفعها محاولاتي عندما تكبر وتذهب للمدرسة، فحاولت مرة أخيرة أن أريها بطاقة "تصفيق" من دون أن أقول لها شيئا، ويا لدهشتي لما رأيت وسمعت وكيف أنها تشربت ما لقنتها إياه في عمرها اليانع هذا ... فقد صفقت بيديها عندما رأت البطاقة وكان عمرها حينها سبعة أشهر.ا كل تقدم على نمو طفلتي الأولى أروين، كان تجربة حقة لي في رحلتي الحياتية معها. وربما لن أبقى في هذه الحالة من الحماس مع أبنائي الآخرين ولكن هذه الإشارة كانت لي بمثابة تشجيع ودافع لمتابعة أداءها المدرسي.ا والآن ، صرت أحو لّ أي أمر في حياتي إلى تجربة تعليمية فريدة. فقد قرأت ذات مرة أن أفضل وسيلة لتعليم الأطفال هي جعل حياتهم غنية بالتجارب على اختلاف أنواعها، إضافة إلى جعل العملية التعليمية بحد ذاتها شيقة.ا لقد اختبرت طرقا عدة أثناء تعليمها وبدأت بتدوينها في كراستي، حتى أتذكر تلك الملاحظات عندما تكبر. وهذه بعض التجارب اليومية التي خبرتها معها:ا كل مرة نرى ساعة، أخبرها عن الوقت بعد سماع صوت "تك تك".ا أساعدها على التعرف على أنواع الأشجار والأزهار مع شرح لبعض من تفاصيلها. كما أنني احتفظت بدفتر لحفظ أوراق الشجر التي تعلمنا عنها حتى تستذكرها عندما تكبر.ا أعلَمها أغنية جديدة ذات مغزى كل أسبوع.ا بعض من أفراد العائلة يتحدثون معها بلغاتهم المختلفة كون أروين من أصول عرقية متعددة.ا أحاول أن أوفر لها الألعاب التعليمية بقدر المستطاع.ا صنعت أشياء متحركة من الأقراص المضغوطة القديمة وعلقتها قرب النافذة لتعكس ضوء الشمس. وألصقت على بعضها ألوانا، كواكبا و أشكالا لتجذب نظرها عندما تدور. فالإبداع لا حدود له.ا ألصقت بطاقاتها التعليمية في أماكن مختلفة ليتسنى لي أن أذكرها بها أينما تواجدنا بالمنزل.ا أحاول أن أجعل من تعليمي لأروين تجربة ممتعة، حتى تكون متشوقة للذهاب للمدرسة بدلا من أن تكون كارهة لها في المستقبل. ولكن، في بعض الأحيان، تود أن تلعب وحدها وليست بمزاج للتعلم، وهذا أيضا جيد لنموها العقلي، ولذا فأنا حذرة من ألا أبالغ بتعليمها، بل أحاول أن أعطيها الوقت اللازم لتطوير ذاتها بنفسها.ا أرجو أن تكون هذه الأفكار مفيدة للأمهات الجدد الأخريات واللاتي ربما يبحثن عن طرق لتعليم صغارهن وهم في سن مبكرة.ا Article courtesy of Motivated magazine. Used with permission.
0 Comments
|
Categories
All
Archives
April 2023
|