تعتبر الحوادث المأساوية مثل الكوارث الطبيعية وأعمال العنف والحوادث المؤلمة مفزعة للأطفال وللكبار. ومن المهم بالنسبة للوالدين والمدرسين والمهتمين بأمر الاطفال أن يعرفوا أن المصائب يمكن أن تؤثر على الأطفال وكيفية مساعدتهم في التعامل مع الحوادث. ومن المحتمل أن يصاب الأطفال الذين مروا بحوادث مؤلمة قبل عمر 11 سنة بمقدار ثلاث مرات لاعراض نفسية من اولئك الذين يتعرضون للاذى وهم في سن المراهقة أو ما بعد ذلك.
كما ان قدرة الاطفال في التعامل مع الحوادث المؤلمة تعتمد بشكل اساسي على تصرف الوالد أو اولئك الذين لهم دور في رعاية الطفل. وككبار فإننا نحتاج الى ادراك اهتمامات الاطفال بوسائل مناسبة ولكن بالتوازن مع شروحات واضحة عن طرق التعايش مع الموقف بنجاح. ولا يساعد التقليل من الخطر بشكل زائف او الفشل في الاجابة بشكل كاف على اسئلة الطفل فيما يتعلق بما حدث. ومن المهم دعوتهم لمعالجة ما يسمعوه, وما يشاهدوه وما يشعروا به عن طريق الاستماع بشكل مساعد دون إصدار الأحكام أو تصحيح مشاعرهم. وقد يحتاجون إلى سرد قصتهم مرات ومرات. الكتابة والرسم والتمثيل هي وسائل فعالة للاطفال لمعالجة الحوادث المؤلمة. اسمح لهم التحدث عن قصتهم بعدة طريق وكما هو الامر بالنسبة للكبار, فان الاطفال يحتاجون غالباً الى معالجة الحدث عدة مرات قبل ان يتخطوه بشكل فعّال. اذا استمرت الاعراض على الطفل بعد عدة أيام بالتدخل في تنفيذ مجرى حياته اليومية الى درجة تجعل الطفل لا يأكل أو لا ينام او القيام بأعماله اليومية المعتادة, فينصح هنا بضرورة الرجوع الى الاستشارة المهنية. وهذا لا يعني بأن السلوكيات والمخاوف والقلق ستزول ولكنك سترى تحسنا تدريجياً. وبعد مرور اربعة الى ستة أسابيع بعد الحادث يجب أن تكون هناك علامات محددة على قدرة الطفل للتعامل مع الخوف او القلق الناتج عن الأزمة. وكلما استمر السلوك السلبي بدون تحسن كلما كان من الصعب معالجته. الحصول على المساعدة في الوقت المحدد يمنع مشاكل قاسية من التطور. ابحث عن المساعدة من الاشخاص المدربين على معالجة أزمات الاطفال أو من الهيئات الطبية أو من المستشارين المهنيين. بعض الإجابات التي تساعد الأطفال على التعامل مع الأزمة: بعد الأزمة دع الأطفال يروون القصة. وبعد الاستماع لهم بشكل داعم يمكن للكبار أن يساعدوا بإعادة صياغة الأزمة للأطفال دون إصدار حكم على ما جرى. ساعد الأطفال على تعلم استعمال الكلمات التي تعبر عن شعورهم مثل حزين, خائف, غضبان, أو سعيد. تذكر بأنك كوالد أو مهتم بالطفل يمكن أن تكون قد تأثرت بهذا الحادث ولذلك تأكد بأن الكلمات تناسب مشاعر الأطفال وليس مشاعرك أنت. أعد ترتيب الأحاسيس والروتين. وهناك طريقة واحدة يمكن تجربتها للمحافظة على إنشاء يومي قدر الإمكان. وقد يساعد عمل جدول منتظم على إعادة تكوين إحساس بالأمان لدى الأطفال . خَطِطْ ونفذ نشاطات يمكن أن تهدئ من روع الأطفال. شجع الأطفال الصغار على استعمال الفن )الرسم بالقلم, رسم اللوحات, عمل نماذج طينية والفن التصويري( للتعبير عن مشاعرهم. ويمكن للأطفال الكبار أن تقدم لهم الفرص للرسم أو كتابة القصائد أو التعبير عن مشاعرهم بالصحافة. دع الأطفال يعرضون أعمالهم أو يصفوها أو يقرأوها للآخرين . أكِّد للأطفال أنه يمكن التعامل مع الحادث بشكل مناسب. والناس يحصلون على الرعاية الطبية المناسبة وأن المباني يتم بناؤها واصلاحها وتم تقديم الدعم للناس المتأثرين بالحادث. نظم وقتاً للعب لتسمح للأطفال أن يكونوا أطفالاً للتغلب على تأثير الكارثة على حياتهم طَوِّر نشاطات اللعب العلاجية من خلال استعمال الألعاب, الفن, الموسيقى أو الدراما لتسهيل التعبير عن المشاعر التي سببها الحادث الأليم لتطوير استراتيجيات التمشي مع الحادث وبعد الأزمة أعط الأطفال الحرية للعب وأن يكونوا أطفالا مرة أخرى. اقرأ قصص عن مواقف الأزمة وكيف ساعد الناس أولئك المتأثرين بالازمة. قصص توضح أن الله يرعى أولئك المتأثرين بالأزمة وكيف أن الناس الآخرين يهتمون بهم بعد المأساة وسوف يكون ذلك مؤثراً. ساعد الأطفال ليشاركوا الاهتمام بالمصابين بالأزمة من خلال كتابة الرسائل, وارسال الصور, تحضير الطعام أو المساعدة بطريقة تتناسب مع قدراتهم. كما أن القيام بنشاط لمساعدة الآخرين يعيد التركيز على أفكار الأطفال أو عواطفهم بطريقة صحيحة دون التقليل منها. إبحث مع الأطفال عن طرق المساهمة لتلبية احتياجات الآخرين وأدرجها في الخطط . خذ في الاعتبار زيادة في الوقت الانتقالي بين النشاطات. فعلى سبيل المثال تطويل مدة قصة أو المعانقة عند وقت النوم يمكن أن تكون ضرورية في الليالي الأولى بعد الأزمة. وفي الصف يمكن للمدرسين أن يساعدوا الطلاب باعطائهم وقتاً اضافياً للتحضير أو يأخذوا اختباراً حيث ان المأساة تقلص قدرة الشخص على التفكير بوضوح وفعالية. ذكِّر الأطفال بأنهم مدعومون من جميع أنحاء العالم. شاركهم الرسائل أو مقالات الأخبار من الآخرين الذين يواسونهم ويدعون لهم. وسوف يؤكد ذلك لهم أن الآخرين يهتمون بهم الأمر الذي يشعرهم بأنهم ليسوا وحيدين أو معرضين للاعتداء عليهم. أقم نشاطات سنوية إيجابية للتعرف على الحادث ولتخليد ذكرى أولئك الذين توفوا أو الخسارة التي نجمت عن الأزمة. شجعهم على التعرف على مدى تقدمهم في التغلب على آثار الازمة وعناية الله في وسط ذلك. ومن المهم إدراك وقبول بأنه ما زال هناك ألم وحزن ولكن أيضاً لا مانع من الاحتفال بالبقاء على قيد الحياة |
Categories
All
Archives
April 2023
|