بقلم أب لثلاثة أطفال غير عاديين كنت وما زلت أباً لأطفالٍ من ذوي الاحتياجات الخاصة لأكثر من عقد من الزمان، وما تعلمته عبر تجربتي هذه أنه على الرغم من جهودي الممتازة إلا أنني في نهاية اليوم مجرد إنسان. فأنا أصاب بالإحباط والقهر وفي بعض الأحيان أقول وأفعل الشيء الخطأ أحد الأمور التي تحدث في الغالب لآباء وأمهات ذوي الاحتياجات الخاصة هو أن المطلوب منا يتجاوز ببساطة الموارد المتوفرة لدينا، سواء كانت عاطفية أم جسمانية أم مالية. فهي متطلبات متواصلة في الكثير من الحالات، وفيصبح التوتر والجهد كبيران و يصعب تحملهما. فالإجهاد ينال نصيبه منا حقاً أنا أشعر أننا كوالدين لذوي احتياجاتٍ خاصة لا نُعطي أنفسنا ما تستحق من تقدير في أغلب الأحيان، ولا نستقطع لها وقتاً للراحة بشكل كافٍ. وكي أتحدث عن نفسي فقط فأنا أميل إلى نقد نفسي أكثر مما ينبغي وخصوصاً عندما أشعر أنني أفشل في أمر ما، وهو الأمر الذي، و بأمانة، يحدث غالباً. مع ذلك، في الحقيقة والواقع، فأنا أفشل في التذكر بأنني أعمل أو أحاول أن أعمل أشياء كل يوم لا يستطيع معظم الناس القيام بها ببساطة. إذ أننا نميل إلى أن نصبح معتادين جداً على كل شيء لدرجةٍ تجعلنا أكثر تركيزاً على خسائرنا وهزائمنا منه على نجاحاتنا وانتصاراتنا ومن الأشياء التي أُشجع الناس دائما على فعلها هو أن يشركوا الآخرين في مشاعرهم. فالتحرر منها أو التعبير عما ينتابنا من أحاسيس لهو أمرٌ في غايةِ الأهمية. مرة أخرى، وأنا أتحدث عن نفسي فقط، أنا تحت ضغط متواصل ولا يتقبل أية أعذار. ويمكن أن تتراوح هذه الضغوط ما بين مسائل صحية أو سلوكية، أو مجرد أن ننتهي متعادلين: لا ربح ولا خسارة. بعضُ هذا الضغط أضعه أنا على نفسي مُختاراً، ولكن معظمه متأصل في عملية الأمومة والأبوة لذوي الاحتياجات الخاصة بوجه عام هناك أوقاتٌ يقودني فيها أطفالي إلى حافة الجنون وأقسم بأن رأسي سوف تنفجر. ولقد مضت فترة طويلة وكأن هذا سيف ذو حدين. أكون حينها مجهداً تماماً بشكلٍ لا يصدق وأيضاً مقهوراً ومصاباً بالإحباط. وفوق ذلك كله يمكن أن أشعر عندها بالذنب لأنني مرهقٌ تماماً أو مقهور أو مصاب بالإحباط. فالأطفال لا يمتلكون أية درجة من التحكم بسلوكياتهم، ولكنني أعلم تماماً ما كانوا يمرون به، فأنا كوالدهم، مِنْ المفروض أن أمتلك ذخيرة لا تنتهي من الصبر والتحمل. إنما بدلاً من ذلك كنت ولا زلت أعاني من التأخر ومن قلة المال كانت تمر بي أوقات أسرح فيها بعيدا لدرجة أنني يمكن أن أقود السيارة الى مطعم وجبات سريعة، و في جانب طلبات السيارات عندما يسألني أحدهم، "هل يمكن أن آخذ طلبك؟"، فأجيبه، "سأطلب بعض العقلانية مع طلب جانبي من الصبر وبعض السلام والطمأنينة كحلوى، آه... ولا تنسى أن تكون كلها من الحجم الكبير." من الواضح، أن هذه الأنواع التي أطلبها ليست على لائحة الطعام... ولا في أي مكان. صدقوني، لقد جربت في كل مكان. يمكنكم أن تسألوا زوجتي. كانت تخاف جداً عندما أطلب طلباً مثل هذا ثم جاءتني الفكرة ذات يوم. لست متأكداً كيف ولماذا حدث ذلك، ولكنني أدركت أنه ما كان علي أن أشعر بالذنب لأنني محبَط ومقهور ومنهك القوى بسبب أطفالي أو بسبب سلوكهم. كنت أظن انني لو اعترفت بالإحباط و القهر من التحديات المرتبطة بتربية ثلاثة أولاد من ذوي الاحتياجات الخاصة، فإن ذلك سينعكس بشكل ما بنتائج سيئة عليهم، او يظهر كأنما حبي لهم قد قل. لم أكن أريد أن يعتقد أي إنسان ذلك عن أولادي، لأنهم ومع التحديات التي يخلقونها لي إلا أنهم رائعين، ولا يمكن أن أبدلهم بأي شيء في العالم إن اعترافي بالإحباط من هذه التحديات أو حتى من أي أو من جميع أطفالي لا يعني أنهم سيئين، وبالتأكيد لا يعني أنني نوعاً ما قد قل حبي لهم. لكن ذلك الاعتراف يؤكد أنني بشر. ولقد تعلمت أنه ليس أمراً عادياً فحسب أن تشعر بمثل هذا الشعور، ولكنه أمرٌ صحي أيضاً لقد كان إدراك ذلك قوي التأثير للغاية علي، وقد غير منظوري للأمر برمته. واكتشفت أن الإقرار بوجود تلك المشاعر وحتى احتضانها قد زودني بإحساسٍ أكبر من الراحة. لقد كان لهذا الارتياح مفعوله، فعندما أصبحت مرتاحاً بما يكفي مع هذه المشاعر، لم أكتفي بأن أعترف بها لنفسي فحسب، بل أيضا لأشرك الناس جميعاً بها. بينما لا يروق هذا لكل الناس، وأنا أتفهم ذلك، ولكنه ساعدني على أن أحتفظ لنفسي بمركزيتها أعتقد أن هذا أمرٌ صعب بوجهٍ خاص على الآباء. فالمجتمع يقول لنا أن من المفروض أن نكون تقريبا بلا عواطف وأن لا نحس بهذه الأشياء، وأنك إذا كنت كرجل تمتلك هذه المشاعر بالفعل، فنسأل الله أن لا يسمح بأن تعترف بها أبداً في النهاية، نحن بشر نعيش في مواقف صعبةٍ جداً. وهذه المواقف غالباً ما تتطلب منا التضحية إلى أقصى الدرجات. فالشعور بالإحباط والقهر أو حتى الامتعاض هو أمرٌ عادي تماماً، على الأقل في رأيي. وأعتقد أيضاً أن الاعتراف بهذه الأشياء ليس علامةً على ضعف أو حتى على أنني أب سيء. في الحقيقة، يمكن أن أجزم بأن ذلك يبدي شجاعة عظيمة وحباً عميقاً غير مشروط لأطفالنا. بأمانة، لا أحد يحب أن يعترف بمثل هذه الأشياء، ولكن بالقيام بذلك، فإننا نحقق فَهْمَاً أفضل لحدودنا ولأنفسنا وبقدر ما يتعلق هذا الأمر بي، فإنه يساعدني أن أكون والداً أفضل، وللتحدث عن نفسي، فأنا بحاجة إلى كل مساعدةٍ يمكن أن أحصل عليها Image courtesy of David Castillo Dominici/FreeDigitalPhotos.net. Article courtesy of Motivated magazine; used with permission.
0 Comments
الكاتب مجهول
كل طفلٍ استثنائي (غير عادي) هو طفلٌ مختلف، بالتأكيد، ولكن فيما يلي شيءٌ ربما يمكن لمثل هذا الطفل أن يخبركم إياه – لو استطاع ذلك.ا إقض وقتاً في التعر ف علي حباً في الله كن صبوراً معي. من الممكن أن لا أقدر على عمل ما يعمله طفلٌ آخر تمتع بالتعلم عن احتياجاتي الخاصة لتتمكن من الفهم يطلب منك الاهتمام بطريقة التواصلِ معي التي يخبرك إياه والدي أو مانحي الرعاية ان كان طَفلُك يعاني من المشكلات عندها ستدرك ما هو شعور والدي جر بِّ أن تكون لطيفاً دائماً مع الأشخاص المعاقين. نحن أشخاص مثلك تماماً استمع إلي. قد يصعب عليك فهمي، ولكن لو أخذت الوقت الكافي، فإن بإمكانك أن تفهمني. ولا تلُم والدي أبداً. إنهما لم يفعلا أي شيءٍ خاطئ أو يسببا لي ما أنا فيه خذ وقتاً لتشجيع والدي ومانحي الرعاية. إنهم بحاجة إلى ذلك إستضفني لينال والدي ومانحي الرعاية بعضاً من الراحة صعب علي الجلوس ساكناً، أُحاول فعل ذلك ولكن لا أستطيع لأن التشتت جزء من حياتي اليومية تعاملي مع ما يجري حولي صعب علي، ولذلك فإنني أصرخ أحياناً. أريد أن أخبرك ما أعانيه ولكنني لا أستطيع |
Categories
All
Archives
April 2023
|