بقلم ماري رويز في شهر كانون الأول اطلب من طفليًّ، توبي وكاتي، وهما الآن في السابعة والتاسعة، أن يفحصا ما لديهما من العاب وملابس وأن يضعا جانباً تلك التي هجروها بعد أن كبروا او لم يعودوا يستعملونها. ثم أقوم بفحص ما اختاروه، حيث أقوم بإستبعاد ما كان منها بالياً، وبعد أن أمارس ما أتمتع به من حق الفيتو في حالاتٍ قليلة، فإننا نقوم بوضع أفضل ما تبقّى في صناديق لكي نعطيها لآخرين يملكون أقل مما لدينا. وبالإضافة الى أن ذلك يغرس في الأطفال روح العطاء، فقد وجدت أيضاً أنه طريقة فعّالة للتقليل من الكراكيب في البيت والتخلص من الأشياء المبعثرة، والإنتفاع بالأشياء قليلة الإستعمال والتي لا يحتاجونها بعد الآن.ا في عيد الميلاد الأخير بدا طفلاي كلاهما أكثر مادية بشأن العيد- كان اهتمامهما يتركز أكثر على الهدايا التي كانا يأملان في تلقيها، وأقل ميلاً للعطاء. وتساءلت عن السبب، وكذلك عما إذا كانا يدركان هذا التغير في موقفهما.ا وقررت أن أسلك نهجاً غير مباشر. سألت : "ما هو في رأيكما- المعنى الحقيقي لعيد الميلاد؟". طبعاً كانا يعرفان أن عيد الميلاد هو الإحتفال بميلاد المسيح، إلا أن معرفتهما توقفت عند هذا الحد.ا وذكرّتهما أن "الروح الحقيقية لعيد الميلاد هي أن نعطي من أفضل ما لدينا للآخرين".ا وفكّر الأولاد ملياً في هذا لبعض الوقت ثم خرجا بخطة تقضي بأن يوزعوا بعضاً من العابهم المفضلة، وليس فقط تلك التي سئموا منها. واختار توبي أن يعطي بعض سيارات علبة الكبريت المفضلة لديه، وقررت كاتي أن تعطي واحدة من الدمى. ثم حزمنا هذه مع بقية الأشياء التي وضعناها جانباً، وأخذت الأولاد معي عندما ذهبت لتسليم تبرعاتنا لعيد الميلاد.ا إن غرس القيم في اطفالي هو واحدٌ من أعظم مسؤولياتي كوالدة، وتعليمهم أن يفكروا بالآخرين قبل أنفسهم هو جزء كبير من ذلك. العطاء بطريقة تتسم بالتضحية ينبغي ألا يكون حدثاً يحدث مرة واحدة في العام، طبعاً عيد الميلاد هو فرصة مثالية لذلك.ا Courtesy of Motivated magazine. Used with permission. Photo by Arvind Balaraman / freedigitalphotos.net
0 Comments
بقلم خوزيه كلارك بينما كنت أندفع مسرعاً في شوارع موريليا، المكسيك، كانت إشارات المرور تغص بالمتسولين. كان ذلك عشية عيد الميلاد، وقد خرجت مع ابنتي ذات السنوات العشر لكي نتسوق في اللحظة الأخيرة.ا "انظري اليها!" قالت كاتي وهي تلفت انتباهي الى امرأةٍ عجوز والتي كانت قد توقفت عن التسول لحظة وراحت تفرك قدميها الباردتين العاريتين.ا "لا بدّ وانها جدةُ شخصٍ ما" فكرتُ بصوتٍ عالٍ، "ولكن بدلاً من أن تكون في البيت مع أُسرتها، فإنها في الخارج بقدميها العاريتين، تحاول أن تجمع قليلاً من المالِ من أجل عشاء عيدِ الميلاد". ثم خطرت في بالي فكرة. وقلت: "كاتي، هيّا نذهب الى البيت ونأتي لها ببعض الطعام"؟ا كان الظلام على وشك الهبوط، وبالتالي فهي على الأرجح لن تواصل العمل عند اشارة المرور تلك لوقتٍ أطول. وأسرعنا نحو البيت، ووجدنا زوجاً من الأكياس المتينة، وبدأنا نبحث في غرفةِ المؤونة والثلاجة المكدستين بالمواد الغذائية. ارز، فاصولياء، الفلفل المجفف، مرطبان صلصة، كعك تورتيلا المصنوع من دقيق الذرة، دجاج مطبوخ. كان من السهل ان نملأ الحقيبتين من المخزون الوافر لدينا. رغيف من الخبز، مربى، جبنة. وربطت الحقيبتين بشريطتين كبيرتين، ثم انطلقنا لنجد المرأة العجوز.ا في البداية ظننا أننا استغرقنا وقتاً طويلاً وأنها ضاعت منا. ثم رأيناها تسير متثاقلة نزولاً مع الشارع، والشال ملفوف حولها بإحكام وكانت على الأرجح في طريقها الى البيت. حيّتها كاتي بكلمة مرحبا ثم استطردت قائلة بالإسبانية: "رأيناك عند اشارة المرور وأحضرنا لك بعض الطعام من اجل عشاء عيد الميلاد".ا نظرت الينا المرأة العجوز بتعجب، واغرورقت عيناها بالدموع. ثم اخذت يديّ كاتي في يديها وقبلتهما ؟ "شكراً لكِ. شكراً لكِ. بارك الله فيك. أنت جميلة. أنت ملاك عيد الميلاد". أخذت الأكياس ثم واصلت سيرها في الشارع.ا كانت عشية عيد الميلاد لدينا مناسبة بهيجة، كالعادة، وفي صباح اليوم التالي فتحت كاتي هداياها. وعندما سألتها عما إذا كانت تشعر بالسعادة في عيد الميلاد، أجابت: "كما تعلمين، يا أُمي، فإن رؤيتي لتلك المرأة بكل هذه السعادة الليلة الماضية، وقيامها بتقبيل يديّ، كان ذلك أجمل هدية عيد ميلاد حصلت عليها. أعتقد أن العطاء هو الجزء الأفضل من عيد الميلاد!"ا في وقتٍ متأخر عشية عيد الميلاد جلست على كرسيٍ مريحٍ جداً ، كنتُ متعباً لكن مرتاح البال. كان الأطفال في فراشهم. وكانت الهدايا ملفوفة، والحلييب والكعك بجانب الموقد بإنتظار سانتا. وعندما كنت أنظر بإعجاب الى الشجرة وما عليها من زينة، و شعرت بأن شيئاً ما كان مفقوداً. ولم يمض وقتٌ طويل حتى قامت أضواء الشجرة الصغيرة المتلألئة بهدهدتي حتى نمت.ا لا أدري كم من الوقت بقيتُ نائماً، لكنني أدركت فجأة أنني لم أكن بمفردي. انتم بإمكانكم أن تتخيلوا مدى دهشتي عندما فتحتُ عينيّ ورأيت سانتا كلوز واقفاً بالقرب من شجرة عيد الميلاد خاصتي. كان يرتدي ملابس من الفراء تغطي جسده بالكامل من رأسه حتى اخمص قدميه، تماماً كما تصفه قصيدة "كانت الليلة التي تسبق عيد الميلاد". إلاّ انه لم يكن ذلك العفريت الصغير المرح الذي تحدثتْ عنه اسطورة عيد الميلاد. فالرجل الذي يقف أمامي كان يبدو حزيناً ومحبطاً- وقد اغرورقت عيناه بالدموع.ا ا"سانتا، ماذا دهاك؟" سألته. "لماذا تبكي؟"ا ا"إنهم الأطفال"، أجاب سانتا بحزن.ا قلت: "لكن الأطفال يحبونك"ا قال سانتا: "اوه، أنا أعرف بأنهم يحبونني ويحبون الهدايا التي أحضرها معي، لكن يبدو أن الأطفال في هذه الأيام أغفلوا الروح الحقيقية لأعياد الميلاد. إنها ليست غلطتهم. ما حدث هو أن الكبار نسوا أن يعلموا ذلك للأطفال. بل أن الكثيرين من البالغين أنفسهم لم يتعلموا ذلك.ا وسألت: "تعليم الأطفال ماذا؟"ا اصبح وجه سانتا اللطيف العجوز ليّناً وأكثر رقة. وبدأت عيناه تلمعان من الدموع و قال برفق: "علِّموا الأطفال المعنى الحقيقي لأعياد الميلاد. علّموهم بأن عيد الميلاد فيه أكثر بكثير من الجزء الذي نستطيع أن نراه، ونسمعه، ونلمسه. علِّموهم الرمزية وراء عادات وتقاليد عيد الميلاد التي نراعيها. علّموهم ما الذي تمثله هذه العادات والتقاليد حقاً".ا مدّ سانتا يده الى حقيبته وأخرج شجرة عيد ميلاد صغيرة وثبّتها على معطفي. "علِّموهم عن شجرة عيد الميلاد. اللون الأخضر هو اللون الثاني لعيد الميلاد. الخُضرَة الدائمة العظيمة بلونها الذي لا يتغير ثُمتل الأمل. امّا قمتها فتُشير نحو السماء كتذكير بأن افكار الإنسان ينبغي أن تتجه نحو السماء كذلك".ا مدّ سانتا يده مرة اخرى الى حقيبته، واخرج نجمةً لامعة، ووضعها على قمة الشجرة الصغيرة. " النجمة هي الإشارة السماوية للوعد، علّموا الأطفال أن الربّ يفي دائماً بوعوده، وأن الرجال الحكماء لا يزالون يلتمسون العون منه".ا وأضاف سانتا: "الأحمر هو اللون الأول لعيد الميلاد". وجذب زينةً حمراء اللون من الشجرة الصغيرة. "اللون الأحمر عميق، وشديد، وحيوي. انه لون الدم مانح الحياة والذي يجري في عروقنا. إنه رمزٌ لأعظم هبة من الرب. علّموا الأطفال بأنهم عندما يشاهدون اللون الأحمر، فإن ذلك ينبغي أن يذكرهم بأروع هدية واهبة للحياة".ا وضع سانتا شمعةً على رف الموقد وأشعلها. وأدى الوهج الضعيف من شعلتها الضئيلة الى إنارة الغرفة. "وهج الشمعة يمثل كيف يستطيع الجنس البشري أن يُبدي شكره على هبة الحياة التي أعطاها الرب عشية عيد الميلاد ذاك قبل وقتٍ طويل. علّموا الأطفال أن يسيروا على خطى المسيح، وأن يجولوا في البلاد وهم يفعلون الخير وأن يشعَّ نورهم على كل اولئك الذين يلتقونهم. هذا هو ما يُرمز إليه عندما تتلألأ الأضواء على الشجرة مثل مئات الشموع المنيرة شديدة اللمعان.ا وبعد ذلك أحضر سانتا إكليلاً جميلاً مصنوعاً من نباتاتٍ خضراء طازجة وعطرة ومربوطة بقوسٍ احمر زاهي. "القوس يذكّرنا بميثاق الكمال، والذي هو المحبة. ويُجسّد الإكليل كل الأشياء الجيدة المتعلقة بعيد الميلاد للذين لديهم عيونٌ ترى وقلوبٌ تفقه. فهو يشتمل على اللونين الأحمر والأخضر وعلى إبَر النباتات دائمة الخضرة المصوّبة نحو السماء. اما القوس فيخبرنا بقصة المودة تجاه الجميع. حتى شكله رمزي، حيث أنه ثُميل الأبدية والطبيعة الدائمة لحب الرب. إنه دائرة بلا بداية ولا نهاية. هذه هي الأشياء التي يجب أن تُعَلِموها للأطفال.ا وسألته: " ولكن ما فائدة كل ذلك بالنسبة لك يا سانتا؟".ا انهمرت الدموع من عينيه، وغطت وجهه ابتسامة. وقال: " بورك فيك، يا عزيزي"، وضحك. "انا نفسي مجرد رمز. انا أُمثل روح المرح والسرور للعائلات وبهجة العطاء والأخذ. وإذا ما تم تعليم الأطفال هذه الأشياء، فليس ثمة خِشية من أن أُصبح اكثر أهمية مما ينبغي".ا لا بد أن النوم غلبني مرةً اخرى، وعندما استقيظت فكرت بأنني بدأت أفهم أخيراً. هل كان ذلك حلماً؟ لا أدري. ولكنني أتذكر كلمات سانتا وهو يفارقني: "اذا لم تُعِّلموا الأطفال، فمن يُعلِّمهم؟"ا |
Categories
All
Archives
April 2023
|