كيف نعلّم أطفالنا العطاء بقلم: إلين جاست راڤي شاه مهووس بالديناصورات. ويعرِف عنها أكثر من أي شخص بالغ أعرفه (ربما باستثناء أمه)، ويمكن أن يسرد لك عدداً مذهلاً من الحقائق عنها أسرع من تلفظك بكلمة "تيرانوسورس". عندما قابلت هذا الطفل النشيط ذي السبعة أعوام قادني إلى مطبخ المنزل حيث كان قد رتّب عرضاً لديناصوراته التي صنعها من الصلصال. وبجانب كل كتلة من الصلصال البرتقالية والزرقاء؛ ألصق بطاقة تبين ثمنها – 50 سنت، 75 سنت، دولار واحد. وقال لي بكل صدق، "أنا أبيعها من أجل المؤسسات الخيرية؛ هل ترغبين في شراء واحدة؟"اً إن شغف راڤي بالديناصورات قد لا يبدو عكس أقرانه من الأولاد, لكنه يختلف عنهم في سعيه الدؤوب للعطاء. وهو ما زال يقوم بهذا العمل منذ كان في الثانية من عمره.اً بينما كان راڤي يكبر ويتقدم في السن واصل أهلهُ تعليمه على العطاء ومساعدة الآخرين. "لدينا في المنزل قانون "اللعبة الجديدة"، " قال لي شاه. "في كل مرة يحصل على لعبة جديدة، يجب أن يتبرع بواحدة من التي لم يعد يلعب بها. ونحن نتيح له أن يقرر أية واحدة يريد أن يمنحها للآخرين ونحن معاً نأخذها إلى الجمعية الخيرية."اً إن عطاء راڤي لا يتوقف عند هذا الحد. فهو يفكر ويبتكر طرقاً جديدة لجمع الأموال من أجل المنظمات الخيرية – من أكشاك الليمونادة إلى الحفلات الموسيقية إلى بيع مزيد من الحيوانات المصنوعة من الصلصال عن طريق الإنترنت (حتى وهو في الصف الأول، كان له موقعه الخاص على الإنترنت). "نحن نقدم له أفكاراً عن المنظمات الخيرية المختلفة التي يستطيع أن يتبرع لها، ولكن ندعه يقرر إلى أين تذهب الأموال." قال شاه.اً كثير من العائلات تهتم بتعليم أطفالها قيمة البذل والعطاء، ولكنهم لا يعرفون دائماً أفضل الوسائل للقيام بذلك.اً طبقاً لما تقوله سوزان كرايتس پرايس ، مؤلفة كتاب "الأسرة المانحة: تربية أطفالنا على مساعدة الآخرين"(مجلس المؤسسات، 2001 ). من المهم أن يبدأوا بذلك صغاراً. "إن العادة يمكن أن تُغرس في سن مبكرة، والأطفال الصغار يمكن أن يفعلوا الكثير،" قالت پرايس. فأطفال ما قبل سن المدرسة، مثلاً، يمكن أن يذهبوا مع أسرهم للتبرع في طبق الخير أو أن يساعدوا في التقاط القمامة في أنحاء الحي. "لا يعني هذا أن الوقت متأخر جداً بالنسبة لمن هم في سن المراهقة، ولكن كلما بدأوا العطاء في سن أبكر، كلما زادت فرص تأصيل ذلك كعادة لديهم."اً في مقابلاتها مع الآباء والأمهات والخبراء في طول البلاد وعرضها، وجدت برايس أن هناك مفاتيح عدة لتنشئة أطفال مانحين. إليكم ما توصي به:اً اجعل المنح والعطاء هو القاعدة، بدلاً من أن يكون الاستثناء. "نحن نعلم الأطفال أن ينظفوا أسنانهم بالفرشاة لأن ذلك مفيد لهم. وعلينا كذلك أن نعلمهم أن يمنحوا ويخدموا- لأن ذلك خير لهم أيضاً." وتضيف برايس قائلة، "إذا وجدت المشاريع الصحيحة المناسبة، فإنهم لن يشتكوا أبداً."اً بيّن لهم عملياً وأخبرهم: "أثناء مشاهدة الأطفال لنا نتطوع ونكتب الشيكات، علينا أيضاً أن نخبرهم لماذا نقوم بذلك." هذا سوف يساعدهم على اتخاذ تلك القرارات بأنفسهم عندما يكبرون.اً دع القيادة لهم: "إذا سمحنا للأطفال أن يقرروا بأنفسهم كيف يمنحون وقتهم أو نقودهم، سيستمتعون بالعطاء أكثر. "من الجميل أن نقدم لهم أفكاراً، بالطبع، ولكن الأفضل أن نسمح لهم بحرية الإختيار."اً أوجد مشاريع تطوعية: هناك أماكن كثيرة يمكن التطوع فيها- المدارس، ومجموعات المجتمع المدني، والمنظمات الإيمانية، والنوادي وغيرها الكثير. ولكن لا حاجة بك أن تعتمد على الجماعات الخارجية من أجل الحصول على فرص التطوع. "فالأطفال يمكن أن يُوّجِدوا تجربتهم الذاتية في التطوع- عمل البسكويت لجار أو جارة من العجائز وكبار السن أو قضاء وقت معين مع طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، مثلاً." تقول برايس: "ابحث في المجتمع الذي تعيش فيه أولاً".اً اربط المنح والتطوع في شيء يمكنهم مشاهدته عندما تسمح للأطفال بأن يشاهدوا من تمنح ولماذا؛ يترك ذلك لديهم انطباعاً أفضل. حسب ما يقوله شاه، "من الصعب على الأطفال أن يتخيلوا أن هناك أناساً ليسوا أغنياء أو محظوظين مثلهم." ولذلك فإن مرافقتهم إلى دار ايتام (أو إلى مكان آخر يمكن أن يشاهدوا فيه أناساً محتاجين) يتيح لهم فهم أهمية المساعدة".اً فكر في طرق لمنح المزيد بينما لا يعتبر أي تبرع ضئيلاً مهما كانت ضآلته، إلا أن بعض الآباء والأمهات يزيدون على ما يريد طفلهم أن يمنح، ويقدمون للمؤسسة الخيرية مبلغاً أكبر. بحسب ما تقوله برايس، إحدى الأمهات كانت تدفع لطفلها أجرة تَطَوعِه؛ وتعطيه الفرصة كذلك ليتبرع بالنقود لنفس المؤسسة الخيرية.اً خذ وقتك الكافي للقيام بذلك. الأطفال وآباؤهم أناس مشغولون. هناك تمرين كرة القدم، ودروس الموسيقى، والمدرسة والعمل- و بالطبع، تجهيز العشاء على المائدة. وتوصي برايس قائلة: "لتكن عندك النية الصادقة إزاء عطاء الأسرة". وجد لذلك الوقت اللازم واجعلها أولوية."اً إذا أردت لفكرة العطاء والمنح أن تنغرس في أطفالك، لا تجد الوقت للقيام بذلك فحسب- ولكن أفعل ذلك كثيراً وكثيراً جداً. فالكل يعلم أن البذل والعطاء هو أكثر من حدثٍ واحد؛ يحدث مرة واحدة وانتهى. "إنه أمرٌ يجب أن يكون جزءاً منتظماً في حياتك،" قال شاه، وأضاف، "إذا رأوك تفعل ذلك وسمعوك تتحدث عنه كثيراً، سوف تتولد لديهم الرغبة في القيام به أيضاً."اً Text courtesy of Motivated magazine. Photo by David Katarina via Flickr.
0 Comments
المؤلف مجهول عندما اعتقدتَ أنني لم أكن أنظر إليك، رأيتك تعلق أول صورة أرسمها على الثلاجة، وعلى الفور أردت أن أرسم واحدة أخرى عندما اعتقدتَ أنني لم أكن أنظر إليك، رأيتك تُطعم قطة ضالة، وتعلمت أنه من الجيد أن تُحسن إلى الحيوانات عندما اعتقدتَ أنني لم أكن أنظر إليك، رأيتك تصنع كعكتي المفضلة، وتعلمتُ أن الأشياء الصغيرة يمكن لها أن تكون أشياء مميزة في الحياة عندما اعتقدتَ أنني لم أكن أنظر إليك، سمعتك تردد صلاة، وعلمت أن هنالك رباً استطيع دوماً التحدث إليه، وتعلمت أن أثق بالرب عندما اعتقدتَ أنني لم أكن أنظر إليك، رأيتك تجهز وجبة وتأخذها إلى صديقٍ مريض، وتعلمت أن علينا جميعاً أن نعتني ببعضنا بعضاً عندما اعتقدتَ أنني لم أكن أنظر إليك، رأيتك تمنح من وقتك ونقودك لتساعد أناساً لا يملكون شيئاً البتة, وتعلمتُ أن على أولئك الذين يمتلكون شيئاً أن يعطوا أولئك الذين لا يملكون عندما اعتقدتَ أنني لم أكن أنظر إليك، رأيتك تعتني بمنزلنا وبكل شخصٍ فيه، وتعلمتُ أن علينا أن نعتني بما أُعطينا عندما اعتقدتَ أنني لم أكن أنظر إليك، رأيتك كيف تباشر مسؤولياتك حتى عندما كنت في حالة صحية سيئة، وتعلمتُ أن عليّ أن أكون متحملاً للمسؤولية عندما أكبر عندما اعتقدتَ أنني لم أكن أنظر إليك، رأيت الدموع تنهمر من عينيك، وتعلمت أن الأمور تكون مؤلمة أحياناً، ولكن لا بأس في أن نبكي عندما اعتقدتَ أنني لم أكن أنظر إليك، رأيتُ أنك تهتم، وأرَدّتُ أن أكون كل شيء يمكن أن أكونه. عندما اعتقدتَ أنني لم أكن أنظر إليك، تعلمتُ معظم دروس الحياة التي أحتاج الى معرفتها كي أصبح شخصاً طيباً ومنتجاً عندما أكبر عندما اعتقدتَ أنني لم أكن أنظر إليك، نظرت إليك وأردت أن أقول، «شكراً على كل الأشياء التي رأيتُها عندما اعتقدتَ أنني لم أكن أنظر إليك Text courtesy of Motivated magazine. Photo By Adam Jones from Kelowna, BC, Canada [CC-BY-SA-2.0 (http://creativecommons.org/licenses/by-sa/2.0)], via Wikimedia Commons
ما الذي يقولب قيم أطفالنا؟
بقلم ديفيد فونتين هل لاحظت أن الجمهور في هذه الأيام يضحك كثيراً عندما يقوم الممثلون المسرحيون بتوجيه الملاحظات الجارحة ومحاولة احراج بعضهم البعض؟ هل من المفترض أن يكون هذا مضحكاً؟ منذ سنوات سابقة قريبة، كان الجمهور يتفاجاء و ينزعج من هذا النوع من التمثيل. الآن هم فقط يهدرون بالضحك.اً من الصعب العثور على فيلم او برنامج تلفزيوني عن عائلة لديها أطفال حيث الأطفال لا يثيرون جلبة ويتقاتلون بجنون. وكذلك الوالدين. أزواج وزوجات يتجادلون باستمرار، ويذلون بعضهم بعضاً أمام أطفالهم، و هذا أصبح قاعدة سلوكية بين الأسر في وسائل الإعلام، الأطفال يشاهدون ويفترضون أنه من الطبيعي والمقبول لأسرهم التصرف بهذه الطريقة.اً الأطفال يقلدون ما يرونه ويسمعونه ويبدو أنهم يميلون إلى نسخ الأمور السلبية. الأطفال وخاصة الصغار منهم، لا يمكنهم دائماً إدراك الفرق بين الجيد والسئ. ويصبح من الصعب جداً ادراك ذلك عند جعل مرتكبي بعض أسوأ السلوكيات يبدون بصورة مرغوبة و جيدة بطرق أخرى – مظهرهم حسن، مشاكسين، ذو شعبية عالية ،أكثر ذكاء من الكبار وأحرار يفعلون ما يحلو لهم.اً الأطفال في خضم عملية تشكيل القيم التي سوف يحملونها معهم طوال حياتهم، و مسؤوليتنا تكمن في توجيه تلك العملية. قد نفشل إذا تركنا أطفالنا يشاهدون ما يريدون من دون أي توجيه من الوالدين أو شرح ماهية السلوك الحضاري المقبول و السلوك غير المقبول، وهذا ينطبق أيضاً على البرامج التي من المفترض أن تكون موجهة إلى الأطفال حتى تلك التي تُعنى بالأمور التعليمية.اً ان البرامج تلفزيونية أو الأفلام المخصصة للأطفال لا تعني بالضرورة أنها مناسبة لهم، لذلك، على الوالدين تحمل المسؤولية الشخصية عن هذا القرار. تقع علينا مسؤولية توجيه الأطفال بعيداً عن السلوكيات السلبية، من خلال عدم تعريضهم لها في المقام الأول، وإذا انتهى بهم الأمر بمشاهدة برنامج بمضمون سلبي، فعلينا ان نشرح لهم لماذا هو سئ ولماذا علينا عدم تقليده.اً بالطبع، ليست كل وسائل الإعلام الترفيهية سيئة، ولكن كوالدين ينبغي علينا أن نأخذ نظرة جيدة وفاحصة حولنا لنقرر ما نريد أن يشاهده ويستمع إليه أطفالنا اليوم، لذلك فإن ما يقلدونه اليوم هو ما نود أن يكونوا عليه غداً.اً كيفية الحصول على الأكثر من التلفزيون مراقبة الأطفال عند مشاهدة التلفاز إلى أقصى حد ممكن معاينة أو قراءة شرح الفيلم أو البرنامج التلفزيوني قبل عرضه على الأطفال، كن انتقائياً السعي لجعل مشاهدة البرامج التلفزيونية والوثائقية أو الأفلام، متعة وتجربة تعليمية عن طريق المشاهدة ومناقشتها معاً. وسوف يساعد ذلك الأطفال على تطوير وجهات النظر الصحيحة التحدث مع الأطفال حول ما يفعلونه مع أصدقائهم للترفيه، ليس بطريقة توحي بعدم الثقة بهم، بل لمساعدتهم على الإخلاص لقيمهم وتنميتها التوازن ما بين التلفزيون والأنشطة الترفيهية الأخرى مثل اللعب معاً، واللعب في الهواء الطلق والرياضة والنزهات، الخ بقلم دوروثي لونولتي
إذا كان الأطفال يعيشون مع النقد يتعلمون الإدانة إذا كان الأطفال يعيشون مع العداء يتعلمون القتال إذا كان الأطفال يعيشون مع السخرية، يتعلمون الشعور بالخجل إذا كان الأطفال يعيشون مع عار يتعلمون الشعور بالذنب إذا كان الأطفال يعيشون مع التشجيع يتعلمون الثقة إذا كان الأطفال يعيشون مع التسامح يتعلمون التحلي بالصبر إذا كان الأطفال يعيشون مع الثناء يتعلمون التقدير إذا كان الأطفال يعيشون مع القبول يتعلمون الحب إذا كان الأطفال يعيشون مع الموافقة يتعلمون حب أنفسهم إذا كان الأطفال يعيشون مع الإستقامة يتعلمون الصدق إذا كان الأطفال يعيشون مع الأمن يتعلمون الثقة بأنفسهم وبالآخرين إذا كان الأطفال يعيشون مع الود يتعلمون أن العالم مكان جميل للعيش فيه س: أحب أطفالي وأريد أن أكون أم فاضلة غير أنني أشعر بأنني غير مؤهلة جداً. هل يوجد هناك سر لتنشئة أطفال سعيدين منضبطين؟اً ج: ليس سراً، لكن، أجل هناك مفتاح: الحب! من المستحيل تغطية موضوع حب الأمومة بالكامل في هذا العمود القصير لكن هناك قائمة مختصرة حول بعض الطرق المهمة التي يستطيع الوالدان إظهار حبهم لأطفالهم من خلالها وجميعها سهل التحقيق..اً علمهم الإخلاص. لا تساعدهم في طفولتهم فقط بل أيضاً يصبحون كباراً منتجين وسعيدين أعطهم الوقت. بقدر ما يحتاج الأطفال إلى الأشياء المادية التي نقدمها لهم فإنهم يفضلوننا أيضاً علمهم بالقدوة. لا تحاولي أن تكوني كاملة لكن كوني شخصاً ما يتطلع إليه الأطفال ويثقون به. يجب أن نحاول أن نكون كما نريد أن يكونوا أطفالنا علميهم قاعدة واضحة من الصح والخطأ. يكون الأطفال أكثر سعادة وشعوراً بالأمن والثقة عندما يعرفون ما هو المتوقع منهم. ضعي حدوداً وقواعد واضحة بالنسبة لما هو مسموح للأطفال القيام به، و ضعي عقوبات معقولة لتجاوز الحدود ومخالفة القوانين شجعي الأمانة، التواصل المفتوح. أعطيهم انتباه غير مجزأ عندما يحاولون التواصل. كوني مستمعة جيدة. أظهري الاهتمام الصادق. حاولي رؤية الأشياء من وجهة نظرهم امتدحهم وشجعهم. جميع الأطفال ينجحون بالإطراء. من المهم أن تثني على الأطفال لسلوكهم الحسن من أن توبيخهم على السلوك السيء. حاولي دائماً أن تبرزي الإيجابيات ثقي بهم وبما سيكونوا عليه. تعرّفي وراقبي قدراتهم وإمكانياتهم عبّري عن الحب. يحتاج الأطفال إلى إعادة الطمأنينة. يجب أن نعبّر عن حُبّنا بالأقوال والأفعال Text courtesy of Motivated magazine. Photo: moodboardphotography via Flickr.
بقلم ماري رويز في شهر كانون الأول اطلب من طفليًّ، توبي وكاتي، وهما الآن في السابعة والتاسعة، أن يفحصا ما لديهما من العاب وملابس وأن يضعا جانباً تلك التي هجروها بعد أن كبروا او لم يعودوا يستعملونها. ثم أقوم بفحص ما اختاروه، حيث أقوم بإستبعاد ما كان منها بالياً، وبعد أن أمارس ما أتمتع به من حق الفيتو في حالاتٍ قليلة، فإننا نقوم بوضع أفضل ما تبقّى في صناديق لكي نعطيها لآخرين يملكون أقل مما لدينا. وبالإضافة الى أن ذلك يغرس في الأطفال روح العطاء، فقد وجدت أيضاً أنه طريقة فعّالة للتقليل من الكراكيب في البيت والتخلص من الأشياء المبعثرة، والإنتفاع بالأشياء قليلة الإستعمال والتي لا يحتاجونها بعد الآن.ا في عيد الميلاد الأخير بدا طفلاي كلاهما أكثر مادية بشأن العيد- كان اهتمامهما يتركز أكثر على الهدايا التي كانا يأملان في تلقيها، وأقل ميلاً للعطاء. وتساءلت عن السبب، وكذلك عما إذا كانا يدركان هذا التغير في موقفهما.ا وقررت أن أسلك نهجاً غير مباشر. سألت : "ما هو في رأيكما- المعنى الحقيقي لعيد الميلاد؟". طبعاً كانا يعرفان أن عيد الميلاد هو الإحتفال بميلاد المسيح، إلا أن معرفتهما توقفت عند هذا الحد.ا وذكرّتهما أن "الروح الحقيقية لعيد الميلاد هي أن نعطي من أفضل ما لدينا للآخرين".ا وفكّر الأولاد ملياً في هذا لبعض الوقت ثم خرجا بخطة تقضي بأن يوزعوا بعضاً من العابهم المفضلة، وليس فقط تلك التي سئموا منها. واختار توبي أن يعطي بعض سيارات علبة الكبريت المفضلة لديه، وقررت كاتي أن تعطي واحدة من الدمى. ثم حزمنا هذه مع بقية الأشياء التي وضعناها جانباً، وأخذت الأولاد معي عندما ذهبت لتسليم تبرعاتنا لعيد الميلاد.ا إن غرس القيم في اطفالي هو واحدٌ من أعظم مسؤولياتي كوالدة، وتعليمهم أن يفكروا بالآخرين قبل أنفسهم هو جزء كبير من ذلك. العطاء بطريقة تتسم بالتضحية ينبغي ألا يكون حدثاً يحدث مرة واحدة في العام، طبعاً عيد الميلاد هو فرصة مثالية لذلك.ا Courtesy of Motivated magazine. Used with permission. Photo by Arvind Balaraman / freedigitalphotos.net
في وقتٍ متأخر عشية عيد الميلاد جلست على كرسيٍ مريحٍ جداً ، كنتُ متعباً لكن مرتاح البال. كان الأطفال في فراشهم. وكانت الهدايا ملفوفة، والحلييب والكعك بجانب الموقد بإنتظار سانتا. وعندما كنت أنظر بإعجاب الى الشجرة وما عليها من زينة، و شعرت بأن شيئاً ما كان مفقوداً. ولم يمض وقتٌ طويل حتى قامت أضواء الشجرة الصغيرة المتلألئة بهدهدتي حتى نمت.ا لا أدري كم من الوقت بقيتُ نائماً، لكنني أدركت فجأة أنني لم أكن بمفردي. انتم بإمكانكم أن تتخيلوا مدى دهشتي عندما فتحتُ عينيّ ورأيت سانتا كلوز واقفاً بالقرب من شجرة عيد الميلاد خاصتي. كان يرتدي ملابس من الفراء تغطي جسده بالكامل من رأسه حتى اخمص قدميه، تماماً كما تصفه قصيدة "كانت الليلة التي تسبق عيد الميلاد". إلاّ انه لم يكن ذلك العفريت الصغير المرح الذي تحدثتْ عنه اسطورة عيد الميلاد. فالرجل الذي يقف أمامي كان يبدو حزيناً ومحبطاً- وقد اغرورقت عيناه بالدموع.ا ا"سانتا، ماذا دهاك؟" سألته. "لماذا تبكي؟"ا ا"إنهم الأطفال"، أجاب سانتا بحزن.ا قلت: "لكن الأطفال يحبونك"ا قال سانتا: "اوه، أنا أعرف بأنهم يحبونني ويحبون الهدايا التي أحضرها معي، لكن يبدو أن الأطفال في هذه الأيام أغفلوا الروح الحقيقية لأعياد الميلاد. إنها ليست غلطتهم. ما حدث هو أن الكبار نسوا أن يعلموا ذلك للأطفال. بل أن الكثيرين من البالغين أنفسهم لم يتعلموا ذلك.ا وسألت: "تعليم الأطفال ماذا؟"ا اصبح وجه سانتا اللطيف العجوز ليّناً وأكثر رقة. وبدأت عيناه تلمعان من الدموع و قال برفق: "علِّموا الأطفال المعنى الحقيقي لأعياد الميلاد. علّموهم بأن عيد الميلاد فيه أكثر بكثير من الجزء الذي نستطيع أن نراه، ونسمعه، ونلمسه. علِّموهم الرمزية وراء عادات وتقاليد عيد الميلاد التي نراعيها. علّموهم ما الذي تمثله هذه العادات والتقاليد حقاً".ا مدّ سانتا يده الى حقيبته وأخرج شجرة عيد ميلاد صغيرة وثبّتها على معطفي. "علِّموهم عن شجرة عيد الميلاد. اللون الأخضر هو اللون الثاني لعيد الميلاد. الخُضرَة الدائمة العظيمة بلونها الذي لا يتغير ثُمتل الأمل. امّا قمتها فتُشير نحو السماء كتذكير بأن افكار الإنسان ينبغي أن تتجه نحو السماء كذلك".ا مدّ سانتا يده مرة اخرى الى حقيبته، واخرج نجمةً لامعة، ووضعها على قمة الشجرة الصغيرة. " النجمة هي الإشارة السماوية للوعد، علّموا الأطفال أن الربّ يفي دائماً بوعوده، وأن الرجال الحكماء لا يزالون يلتمسون العون منه".ا وأضاف سانتا: "الأحمر هو اللون الأول لعيد الميلاد". وجذب زينةً حمراء اللون من الشجرة الصغيرة. "اللون الأحمر عميق، وشديد، وحيوي. انه لون الدم مانح الحياة والذي يجري في عروقنا. إنه رمزٌ لأعظم هبة من الرب. علّموا الأطفال بأنهم عندما يشاهدون اللون الأحمر، فإن ذلك ينبغي أن يذكرهم بأروع هدية واهبة للحياة".ا وضع سانتا شمعةً على رف الموقد وأشعلها. وأدى الوهج الضعيف من شعلتها الضئيلة الى إنارة الغرفة. "وهج الشمعة يمثل كيف يستطيع الجنس البشري أن يُبدي شكره على هبة الحياة التي أعطاها الرب عشية عيد الميلاد ذاك قبل وقتٍ طويل. علّموا الأطفال أن يسيروا على خطى المسيح، وأن يجولوا في البلاد وهم يفعلون الخير وأن يشعَّ نورهم على كل اولئك الذين يلتقونهم. هذا هو ما يُرمز إليه عندما تتلألأ الأضواء على الشجرة مثل مئات الشموع المنيرة شديدة اللمعان.ا وبعد ذلك أحضر سانتا إكليلاً جميلاً مصنوعاً من نباتاتٍ خضراء طازجة وعطرة ومربوطة بقوسٍ احمر زاهي. "القوس يذكّرنا بميثاق الكمال، والذي هو المحبة. ويُجسّد الإكليل كل الأشياء الجيدة المتعلقة بعيد الميلاد للذين لديهم عيونٌ ترى وقلوبٌ تفقه. فهو يشتمل على اللونين الأحمر والأخضر وعلى إبَر النباتات دائمة الخضرة المصوّبة نحو السماء. اما القوس فيخبرنا بقصة المودة تجاه الجميع. حتى شكله رمزي، حيث أنه ثُميل الأبدية والطبيعة الدائمة لحب الرب. إنه دائرة بلا بداية ولا نهاية. هذه هي الأشياء التي يجب أن تُعَلِموها للأطفال.ا وسألته: " ولكن ما فائدة كل ذلك بالنسبة لك يا سانتا؟".ا انهمرت الدموع من عينيه، وغطت وجهه ابتسامة. وقال: " بورك فيك، يا عزيزي"، وضحك. "انا نفسي مجرد رمز. انا أُمثل روح المرح والسرور للعائلات وبهجة العطاء والأخذ. وإذا ما تم تعليم الأطفال هذه الأشياء، فليس ثمة خِشية من أن أُصبح اكثر أهمية مما ينبغي".ا لا بد أن النوم غلبني مرةً اخرى، وعندما استقيظت فكرت بأنني بدأت أفهم أخيراً. هل كان ذلك حلماً؟ لا أدري. ولكنني أتذكر كلمات سانتا وهو يفارقني: "اذا لم تُعِّلموا الأطفال، فمن يُعلِّمهم؟"ا بقلم جورج سولا كان ابني مانويل البالغ من العمر 3 سنوات يلعب ببرنامج تعليمي على الكمبيوتر بينما كانت أخته ألوندرا وهي في السادسة من عمرها تطلب منه أن يعطيها دورها، فكانت إجابته نموذجية "لقد كنت هنا أو لا!"ا االا أعرف من أين تعلّم مانويل ذلك، لكن هذا جعلني أفكر. إنه مبدأ مقبول في المجتمع البشري بأنه من "يتواجد هناك أولا" يصبح لديه حقوقا أكثر من الآخرين الذين قد يأتون بعده. أول شخص يجد لؤلؤة في البحر أو الذهب فجأة قد يدعي أنها خاصته. وأول شخص يتوصل لاكتشاف علمي أو اختراع قد يسجله ويدعي أنه يملك جميع الفوائد التي تتأتى من اكتشافه أو اختراعه. أول شخص يجلس على طاولة مطعم يكون لديه حق أكبر من زميله أو رفيقه الذي يصل لاحقا. أول شخص يستقر على الشاطئ في مكان ما، يصبح هذا المكان خاصته طوال اليوم. م . وفي حالة أطفالي، فإذا لعب أحدهم لمدة نصف ساعة على الكمبيوتر، أخبره أن دور الآخر قد حان ومعظم الآباء قد يفعلون الشيء نفسه. غير أننا إذا طبقنا هذا المبدأ في جميع نواحي الحياة، فقد يكون هناك بعض الفوضى. هل تتخيّل أن مالك قطعة أرض سيقول "امتلكت قطعة الأرض هذه لمدة من الزمن وحان الوقت لأجعل شخصا آخر يستمتع بها؟" أو هل تتخيل أن شخصا لديه وظيفة جيدة يمكن أن يعطيها لشخص آخر لا يعمل ويفتقر للمال؟ إن هذه الأمثلة مفرطة لكن ماذا عن بعض أعمال الإيثار الصغيرة؟ لكن كم من مرة ترى أناسا يجلسون على مقاعدهم في الباص أو المترو يعرضونها على آخرين يتمنون أن تتاح لهم فرصة لإراحة أقدامهم؟ هل هذه التضحيات الصغيرة من الصعب توقعها؟ أم هل نفشل في القيام بها لأننا لا نرى شخصا آخر يقوم بها ولا يتوقع أحد منا القيام بها أيضا؟ إنها نوع من الأنانية، والأنانية جزء من طبيعة النفس البشرية. ولكن يمكننا بعون الله أن نكسر هذا القالب ونتغلب على انفعالاتنا الأنانية، ونسبح ضد التيار، ونعمل أشياء تدل على المحبة.ا إن قدّمنا للآخر ما يطلبه منا وإذا لم نُدِرْ وجوهنا عمّن يحتاجنا، فإننا حتما سنكتشف أننا كما نعطي سنأخذ. إن هذه حتما أفكارا محورية في هذا العصر. فإذا تدربنا على هذا النوع من الحب وقمنا بتعليمه لأطفالنا، فأن العديد من المشاكل ستختفي وسيصبح العالم مكانا مختلفا.ا Article courtesy of Motivated magazine.
|
Categories
All
Archives
April 2023
|